Tuesday, September 11, 2007

الفتنة نائمة ، لعن الله من أيقظها

كتبت بتاريخ : 18 أبريل 2006
تعاندنى أفكارى ، تخاصمنى كلماتى و تخذلنى اللغات ، فلا أجد ما يكفى لأصفها و لن أجد
بلدى .. مصر

عـلى إسـم مصـر التـاريـخ يقدر يقول ما شاء
أنـا مصـر عنـدى أحـب وأجـمـل الأشـيـاء
بـاحبـها وهـى مالـكه الأرض شـرق وغـرب
وبـاحـبها وهـى مـرمـيـه جـريحـة حـرب
بـاحبـها بعـنـف وبـرقـة وعـلى استـحيـاء
واكـرهـهـا والـعـن أبوهـا بعـشق زى الداء
واسيـبها واطفـش فى درب وتبـقى هى ف درب
وتلـتـفـت تـلقـيـنى جنـبـها فـى الكـرب
والنبـض ينفـض عروقـى بألف نغـمة وضرب
على إسم مصر


و التاريخ وقف و إتعلم التأريخ من مصر ، لما التاريخ إتولد كانت مصر موجودة ، دخل التاريخ المدرسة و إتعلم الكتابة و التوحيد و
السياسة و الدولة . إتعلم المجد و العظمة و إتفرج على الإنكسار و الصحو . فى مصر أرسى التاريخ مبادئ التأريخ . و أصبح للتاريخ إسمه و رأيه و قلمه و حكمه على عالم وليد بعد مصر
كان العالم ظلام لحد ما أشعلت مصر نار الحضارة ، كأس مليته بالحكمة و الخبرة و تداولته بعدها الأمم جيل ورا جيل . يونان و رومان و فرس و عرب و بنى عثمان . مماليك و أحرار و مصر مرحبة بالكل .
و الضيوف يدخلوا مصر يصبحوا أصحاب بيت . دخلوا و إمتزجوا و كونوا مع مر الزمن تركيبة لا تعرف فيها ميين فارسى و ميين عربى و ميين عجمى الكل مصريين والألم مصرى و الحلم مصر
نسيج من يوم ما الشمس طلعت على العالم بيتنسج ، نسيج أقوى من الحديد و أغلى من الدهب . قماشة صافية غنية صالحة لكل وقت و عصر و صامدة ضد نار الزمن . قماشة جامعة الكل . عربى و عجمى و فارسى فالكل مصرى .
ستة ألاف سنة يمكن أقل و مصر واقفة تدور على الخالق ، كان فى أمون و بتاح و جه إخناتون بصيحة التوحيد و أتون . و يعبد المصريين ألف إله بعد أتون ، منهم المصرى و منهم اليونانى و الرومانى ، لحد ما نورت مصر بنور عيسى ، صغير فى المهد هربانة بيه مريم من بطش الرومان و حقد اليهود . نورت مصر لأول مرة من فترة بنور توحيد ، و عبد الشعب المصرى لأول مرة من فترة إله واحد . يمر الزمن بأسرع مما نتصور و يموت من مسيحى مصر ألف شهيد و أكثر . وقفوا ماسكين دينهم فى إيدهم ضد سلطان ظالم .
كانوا العرب فى الوقت ده متفرقين فى صحراء مالها حدود ، يحاربوا حرب البسوس على ناقة ضلت و أكلت عود . بيكتبوا الشعر و يعبدوا الحجر ، ظلام دامس من الجهل و الحقد و الفرقة . و تيجى راية محمد تجمع الأشتات و تحصل المعجزة و تتكون الدولة . دولة ناشئة بقوة تغازل العالم . و شمس الإمبراطوريات القديمة تختفى أمام شمسها . بعث المصريين للنبى بهدية مقبولة و طلب هايتلبى بمساعدة المظلومين و المقهورين فيها
و يدخل إبن العاص حامل لواء الخطاب ، يدخل و يتقابل بالترحيب كعادة مصر
كام سنة يمكن ألف أو أكثر . والغزل شغال والنسيج أقوى. لا فرق بين عربى و عجمى و فارسى و يونانى . فالكل مصريين .
يقف النسيج ضد أوروبا و ملوكها رافعين صليب مقدس يخفوا بيه طمع واضح . و يقف النسيج يصد سيف هولاكو التترى . يقف النسيج لنابليون و فريزر . و يقف عرابى للإنجليز مسنود على القماشة اللى ما تنقطع .
و فى سنة 1919 تطلع إشاعة إن فى فتلة فى النسيج مقطوعة . يهب المصريين كلهم يكدبوا خدعة المحتل .
أيام تمر و المصريين ينكسروا فى حرب ولا على البال و لولا جودة نسيجهم ما كان يوم يجى و يصحوا و لكن مصر اللى علمت التاريخ يكتب ، كتبت فى الملاحم ملحمة جديدة ، كتبها المصريين بالدم فى سينا .
يقف التاريخ اليوم مستغرب ، لا يوجد عدو يحرض ، و لا فار يأكل النسيج القوى . يتعجب التاريخ من الأنباء ، إن المصريين لأول مرة فى تاريخهم ، بيفرقوا ما بين المصرى و المصرى .
لأول مرة يسمع التاريخ كلمة إلهى و ألهاك . كلمة ما سمعاهاش التاريخ فى مصر و هى بتعبد أتون و أمون و بتاح و إيزيس . و سمعها التاريخ و مصر بتعبد الواحد .

الكلام عن الوحدة الوطنية كلام مرفوض لإن معناه إن مصر متفرقة و محتاجة تتوحد و على حد علمى من يوم ما مينا وحد القطرين و مصر هى مصر .
اللى مش عاجباه مصر كده و هى مصر يسيبها ، اللى يرفع راية دين على راية بلد يروح يشوف دولة مبنية على دينه و على حد علمى مافيش غير دولة واحدة بس مبنية على أساس دينى و عرقى و علشان اللى مش عارف الدولة على يمينك و إنت بتبص على المحروسة فى الخريطة و شئنا أم أبينا الدولة تدعى إسرائيل
أما المسلمين إياهم ، فأنا أحب أوجه لهم كلمة ، ألم يكفيكم الهجوم المشين على شخص الرسول عليه الصلاة و السلام حتى تفيقوا من وهمكم بأنكم على حق و غيركم على باطل ، أما تدرون أن من هاجم هاجم محمد لأنه لم ير من محمد إلا أنتم ، لم يرى إلا تحريضاً و تكفيراً و تحريماً مطلقاً . أهذا ما تسمونه إسلاماً . يا أمة ضحكت من جهلها العالم . المسلم اللى مش عاجباه مصر يتفضل عنده أفغانستان ممكن تنور بيه ، هناك بيلبسوا على كيف كيفه ، جلاليب قصيرة و خيام للستات و ممكن تكون فرصة إنه يروح يغير جو فى جوانتناموا مع إخواته .
أنا مسلمة و مصرية ، و أخواتى مسحيين و مصريين . و للعلم لا نكره بعضنا بعضاً و لا نتذكر أن كل منا يعبد الله فى مكان مختلف ، لأنه و للعجب كلانا يعبد نفس الرب ، و للعجب عشنا نعبد نفس الرب بطرق مختلفة لأكثر من ألف سنة . فلن يأتى الآن من يعلم المصريين كيف يعبدوا ربهم .
للمرة الأخيرة ، اللى مش عاجباه مصر يتفضل يغور برة ، لأنه مهما عمل مصر هاتفضل مصر . و المصريين مصريين مافيش فينا مسلم ومسيحى و يهودى .
أعتذر لكل المصريين عن تصرف مصرى مجنون ، فالمصاب مصابنا جميعاً كمصريين . أعتذر عما قد يبدر من قلة من المصريين . أعتذر عن فتلة فكرت تفلت من النسيج .
النسيج هايفضل قوى . و اللى مش عاجبه يروح للى بيديله الفكر بدل ما يحاول يطبقه هنا . كده أسهل .
المثل المصرى بيقول " اللى عاجبه الكحل يتكحل و اللى مش عاجبه من البلد يرحل "
إرحلوا مثيرى الفتنة عن بلدى ، إرحلوا غير مأسوف عليكم ، إرحلوا مشيعيين بلعنات كل المصريين

الفتنة نائمة ، لعن الله من أيقظها



مصـر اللى عمـر الجـبرتـى لم عرف لها عمر
وطـلـع لقـاها مكـان مـليـان عـوام وزعـر
جعـيديـة غوغـاء يجيـبوا تمـلى وجـع الراس
وخليـط أفـارقـة هنـادوة روم مـلل أجـنـاس
والتـرك فـى القلـعة والمماليك خدودهـم حـمر
كـان عمـرها ستـلاف سنه .. كلها سنين خضر
بـس الزمـان يختـلـف زى اخـتـلاف الـناس
نـاس تبـنى مجـد وحضـارة وناس بلا احساس
ونـاس تـنـام لمـا يزحـف موكـب الأحـداث
أنـا الـذى مشـيـت ادور باشتـيـاق وحـنـيـن
عـلى مصـر .. والمشى خدنى من سنـين لسنـين
لـحـد مـا سنـينـهـا وسنيـنـى بـقـم واحـد
وعـاصـرتـهـا يـوم بيـوم لم فاتـنى يوم واحد
وحضـرت شـاهد عيـان مـولد ومـوت ملايـين
مـا زعلـت مـن كلـمة قـد البركـة فى الجايين!
مـيـن هـم دول يـا جـدع .. مـا توحد الواحـد
البـركـة فـيـنـا وفـى السـامـعـيـن بالواحد
انـا قـلـتـها بـنرفـزة . مـن غيـرة الواحـد
على إسم مصر

4 comments:

Egyptiana Trapped Soul said...

الكل مصرى
انتماءنا للارض، للوطن
اما الدين ففى القلب، بيننا وبين الله

مين يفهم الكلام ده يا شيماء؟؟
قله

للاسف بدأ النسيج يتفكك بين المتطرفين الدينيين واللادينيين... واحنا واقفين فى النص محتارين

البلد الى الزوال اذا استمر الحال على هذا المنوال

الربان said...

تحياتي

البوست جميل جدا...و أحييك عليه...و هنيئا لك حب مصر... بل عشق مصر... و ليتنا جميعا نفكر كيف نحب مصر ...كيف نعمل لرقيها ورفعتها...

مصر وطن ...مصر حضن دافيء يجمعنا ..نحن و نرنو اليه إن ابتعدنا عنه...

مصر لن تكون قوية بغير أبنائها...الذين يتفوقون كل في تخصصه
المهندس المتميز...و الطبيب البارع...و العامل الماهر....ياريت كل منا يتذكر ان المؤمن القوي خير عند الله من المؤمن الضعيف....و المؤمن القوي ليس فقط قوي الجسد...لكن قوي في تخصصة..اي لا يركن الي ما تعلمه في الجامعة او المدرسة...و إنما ينمي نفسه
و يقوي نفسه بعلمه و عمله.


تحياتي و تقديري

Shimaa Gamal said...

My dear Miss Egyptiana

للأسف الشديد مصر لم تعد مصر . مصر إتغيرت فجأة . أو يمكن إحنا كنا نايميين و حسينا بالتغيير فجأة .
الجمعة اللى فاتت فى بريد الجمعة كان فى شاب مسيحى كاتب عن موقف حصل فى مترو الأنفاق حسيت إن فى سكينة مضروبة فى قلبى و أنا بجرى بين السطور مش مصدقه إن دى مصر .

الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها . ربنا ينجيينا .
ينجى المصريين . المصريين بس . مش اللى حاطط دينه سيف رافعه على رقاب الخلق .

Shimaa Gamal said...

عزيزى الربان

شكراً على التعليق الجميل و الكلام اللى فى الصميم .

أسفة على الرد المتأخر ، الكومبيوتر كان مقتول :)