Wednesday, September 10, 2008

تبقى الكلاب تعوى و القافلة تسير


من فترة كده طلعت نكتة لطيفة قوى . قال إيه سيادة الرئيس حب يرفع شعبيته فإتفق مع الدكتور نظيف إنه يطلع قرار من قراراته التعسفية قوم الشعب يزعل فيتدخل الريس و يحلها فالشعب يحبه ( عادى جدَا ) . فالسيد نظيف قرر إنه يفرض ضريبة على الكبارى ، كل اللى يطلع يدفع . الشعب دفع و هو ساكت . راح قال كل اللى يطلع يدفع و اللى ينزل يدفع . برضوا دفعوا و هما ساكتين . فطبعًا زهق و قال الحل إن كل اللى يطلع يدفع و يضرب على قفاه . و برضوا لا حس و لا خبر . راح السيد الرئيس نزل بنفسه يشوف الشعب ماله . لقى واحد متزرزر و متضايق ، فحمد ربنا إن الشعب لسه بخير و عنده دم . فراح يسأله إيه مضايقه . المواطن المصرى الصالح جاوب بمنتهى الغضب "ما هو مش معقول كده ورانا أشغال ، المفروض يزودوا الناس اللى بتضربنا على قفانا" .
طبعًا أنا مش بعرف أقول نكت بس هى المفروض نكتة تفطس من الضحك . و لأ يا أشرار مش علشان بتقول الريس نزل بنفسه و لكن لأنه مع الأسف و الألم الشعب المصرى بيتزرزر مش علشان يوقف الضرب على القفا و لكن علشان ينظموا عملية الضرب .
مش هاقول تاريخيًا الشعب المصرى بياخد على قفاه لإنى مؤخرًا إكتشفت إن كتب التاريخ بتاعة المدرسة أغفلت الكثير من تململ الشعب المصرى الصبور على الرغم من إن هذه التململات كانت فى أفضل صورها على مر العصور لا تزيد عن ما وصفه السادات بإنه إنتفاضة حرامية . فتاريخيًا الشعب المصرى كان بيضرب على قفاه بس كان بيعترض و كانت إعتراضاته الموسمية دى شبه مؤثرة زى إنتفاضة الحرامية بالضبط .
طيب السؤال ، ليه دلوقتى التململ بقى مش إعتراضًا على الضرب على القفا و بقى شكوى لتنظيم الضرب . ليه المصايب نازلة ترخ على البلد من كل حدب و صوب و لا تقابل هذه المصايب بأى رد فعل من الشعب المصرى إلا اللعن و الشيمة و الدعاء على البلد . ليه الشعار الوطنى بقى إيكش تولع و ليه لما ولعت بجد ( فى حريق الشورى ) الناس هللت زى ما يكون اللى إتحرق كامب من كامبات الإنجليز .
المصريين بقوا مقسومين نصين ، نص بيهلل للولعة و النص التانى متفائل إنه هايعرف يطفى الحريقة لو نفخ فيها . و اللى يغيظ إن النص اللى بيهلل للولعة أغلبه هرب من السفينة الغارقانة و بيهلل من على شواطئ الخليج و أوروبا و أمريكا . بيطالب بهد مكان هو مش فيه على دماغ اللى فيه بدعوى إنه لازم يتبنى على نضافة . طيب لما يتهد مين يبنيه لما الفران هربت . مش لوم للفران لإن الطوفان بياطل الكل و حقهم يهربوا بس يا ترى هل من حقهم يطالبوا اللى بيكافحوا الغرق إنهم يولعوا السفينة مادام بتغرق و لو حد نجى يبقى يفكر يبنى سفينة من أول و جديد .
و النص المتفائل كل واحد فيه واقف ينفخ فى قربه مقطوعة على أمل إنه لو إبتدى بنفسه يمكن يغير مسار الدنيا و يصبح فى يوم يلاقى الشمس تشرق من الشمال .
لا نيرون اللى واقف يرقص بيطلب ولاعة يساهم بيها فى حريق مصر من أجل مستقبل أفضل صح ( خصوصًا لو كان مأمن جنسية تانية و عيشة بلهنية و عايز يغير مصر علشان ميضايقش منها فى إسبوع الأجازة ) و لا اللى سل سيفه يحارب طواحين الهوا صح . لإن فى الحالتين كله كلام . لا اللى عايزها تولع ولعها و إن ولعها لا يمكن يبنبها و لا اللى بدأ بنفسه على أمل إن فى صلاح الفرد صلاح للمجموع هايصلح أى حاجة أكبر من مليمتر مربع فى دماغه .
هايفضل المصريين يبعبعوا و يزعقوا و إن نجحوا و ثاروا مرة كل كام قرن مش هاتزيد ثورتهم عن إنتفاضة الحرامية .
الحل يا سادة مش فى إننا نولعها بحلوها و شرها و الحل مش إنى أغير نفسى من غير ما أغير غيرى . الحل فى إننا نتغير كمجموع . الحل فى إن اللى مش عاجبه الكيانات الفاسدة يخلق كيانات مضادة . كيانات شرعية ، تغير من غير ما تهدم كل حاجة . كيانات ذات فعالية . من غير ما كل واحد يقول خلينى جنب الحيط و اللى حصل لفلان و لعلان .
لإن و مع إحترامى للكل كلنا كلاب تعوى و القافلة ماشية فى سكتها و داخلة فى الحيطة . من كارثة لكارثة و من سئ لأسوأ إلى أن تصل إلى أسفل سافلين .

2 comments:

soly88 said...

الاصلاح فى مصر اصبح اكثر صعوبه من ايجاد علاج للسرطان
الشخصيه المصريه اصابها امراض عديده

Shimaa Gamal said...

soly
فعلاً الشخصية المصرية أصابها العديد من الأمراض و لكنى على الجانب المتفائل اللى شايف إن حتى السرطان له علاج يمكن لسة منعرفش هو إيه بس لكل داء دواء إلا الموت . يا رب مايكونش المصريين ماتوا

شرفتنى الزيارة