شاب و فتاة و أسرتان متنافستان حد العداء . طرق لا تتقاطع إلا بالحب ، و قد كان .
روميو و جوليت .. قصة الحب الأشهر ، و صراع ينتهي بمأساة موت العاشقين .
صراع يبدو في ظاهره انه صراع على الحبيب ، لكن في حقيقته هو صراع أعمق .
في بداية المشهد الثاني من الفصل الثاني ، يطرح شكسبير على لسان جوليت سؤال خالد ، هو أصل الصراع في القصة ، و قد يكون في حياتنا جميعا .. ماذا في الإسم ؟
كان صراع روميو و جوليت ليس صراعا من أجل الحبيب أكثر مما كان صراعا من آجل إجابة السؤال الأزلي ، من أنا و ماذا أريد .
في المشهد تطلب جوليت من روميو أن ينكر إسم عائلته ، فإسم عائلته هو العدو .
فطنت جوليت أن العقبة الوحيدة في تقرير مصيرها هي و عشيقها هو ميراثهم الثقيل من الأسماء . فبدونها يعمدوا من جديد ، فالزهرة لو تغير إسمها لما تغيرت رائحتها الجميلة .
تسآلت جوليت ، ماذا في الإسم ؟
و ماتت لتثبت أن الإسم و إن كان ليس كل شئ ، لكنه ميراث لا يمكن التخلص منه .
قالت جوليت لروميو ان اسمه ليس هويته ، و مات ليؤكد لها (ولنا) انه دون اسمه لم يكن ليكون .
الإسم ليس فقط مجرد معرف للشخص ، بل هو ميراثه من عادات و تقاليد من سبقوه في جماعته ( عائلته )
الإسم يلخص الكثير من بنود هويتك ، جنسك ، دينك أو دين أبائك على الأقل ، في بعض الأحيان طبقتك الإجتماعية ، من أي البلاد أتيت .
الإسم هو الجزء الذي لا تسطيع تغيره في إجابة سؤال من أنا .
من أنا ؟ أنا فلان . " فلان " هو من أراده أبي أن أكونه .
" فلان " هو ميراثي الذي علي أن أقرر كيف أتعامل معه .
في قصة روميو و جوليت كان الحب غطاء لصراع على هوية . قرر العاشقان أن يتمردا على ميراثهما . قررا أن يعيشا كما أرادا ليس كما يريد الأباء .
و خسر الجميع الرهان ..
و بقي السؤال ، ماذا في الإسم ؟
No comments:
Post a Comment