Friday, October 4, 2013

عن الفضفضة





لي صديق دائما ما يحذرني من كتاباتي ، أنت تكتبين بذاتية ، و الكتابة الذاتية .. ذاتية ، محدودة التجربة و التأثير .
لن تصبحي في يوم كاتبة مادمتي تصرين على ذاتيتك

الجانب اللمض فيا يجاوب صديقي بإن كل مشاعر البشر متشابهة . تجربتي المحدودة هي تجربة ألاف البشر .

أحاول شرح  فكرة تكرار و تشابه المشاعر البشرية و إعادة تدوير الكلام .
لا إراديا أذكر كافكا الذي تجنبت قرائته سنوات لأكتشف صدفة إن له عبارة شهيرة ، He is terribly afraid of dying because he hasn’t lived yet ، " كان خائفًا جدًا من الموت لأنه لم يحيى بعد " .  و أقارنها بجملتي التي لم يبالي بها أحد " الناس مش بتموت ناقصة عمر ، بس بتموت ناقصة حياة " .

بس أنا فين و كافكا فين !

لكن هذا لا ينفي إن مشاعر البشر مكررة ، إننا نرتبط بالشخصيات على الورق و الأصوات في الشعر و الأغنيات لإننا مررنا بما مر به هؤلاء بصورة أو بأخرى .
حتى تذوقنا للإبداع يختلف بتنوع تجربتنا الشعورية .

المشاعر مكررة .. و الأفكار تدوَر .

لكن هذا لا يبرر ذاتيتي في الكتابة ..  و لا يبرر إصراري على إن تجربتي هي بالضرورة تجربة أخرين و إن تسجيلها يستحق عناء التفكير في جمل مرتبة ذات معنى .

إذا الذاتية في مقابل " إحتراف الكتابة " .. قررت ذات مساء إن " التدوين " - كما عرف صديقي كتاباتي -  أهم من " الكتابة " ، الذاتية أهم من التفكير في كلام عام منمق لا يشفي نفسي المجروحة .

إخترت الفضفضة  .. الإستشفاء بشرح مشاعري التي أظنها مكررة ، بكلام أعلم تماما إنه مدوَر لعابري سبيل قد لا يأتون أبدًا .



5 comments:

Anonymous said...

اختلف مع رأي صديقك ، كتاباتك الذاتية تضيف لي تجارب جديدة ، وجهة نظر جديدة، حياة جديدة لم اعشها

Shimaa Gamal said...

أشكرك :)

L.G. said...

أبدعت يا شيماء .. أبدعت
احزنتني العبارة بتاعتك وبتاعت كافكا اللي معرفوش
وأضع بجانب عبارتيكما نفس عبارتي تصديقالفكرتك أننا جميعا ثقب اسود فكرة تعاد وتتكرر في أزمان وأماكن مختلفة ولكنها مكررة

أنا عايزة أعيش قبل ما أموت
ابدعت أبدعت

Shimaa Gamal said...

أولا ، دائما رافعة روحي المعنوية يا موحا

ثانيًا ، يا رب يرزقنا عيشة قبل ما تنتهي أيامنا .

النبي عليه الصلاة و السلام لما كان بيكون محرم و يشوف حاجة تعجبه ، كان يقول ، لبيك إن العيش عيش الأخرة .

يمكن لو في الأخر موتنا ناقصين عيشة ، تبقى مكتوبالنا أبدية :)

بأهزر ، إن شاء الله هانعيش كثير

Anonymous said...

من النادر أن يكون النص جميلا و صادقا في نفس الوقت. كل ما تكتبين يدخل في هذا التصنيف. إليك هذه التعزية بسيناريو توفيق الحكيم: ليس كل العارفين يعرفون ما تعرفين :)