Wednesday, October 9, 2013

الجريمة و العقاب



تحذير : هذا فاصل من الكتابة الذاتية الخالصة



انا عندي ٣٤ سنة ، ممكن اكون نموذج للمرأة الكابوس و ممكن أكون جزء من المرأة الحلم . مما يجعلني فتاة " عادية " بكل ما تحتمله الكلمة من معان .



بس أنا مجرمة . إكتشفت مؤخراً إني عتيدة الإجرام .


أرتكب عن عمد جرائم في حق نفسي و حق الغير . و مهما كان العقاب ، أعود بصورة ما لتكرار نفس الجريمة ، مرة بعد مرة . بدم بارد .


جريمتي هي الحب ..

أنا أحب كما أتنفس . مش قوي كده . بس أنا حبيت كثير .

اكثر مما يحتمل قلبي الضعيف


لكن مش بإيدي .. الحب كالموت . قدر


لكن كل قصص حبي فشلت . في جزء مني بيحب يقول انهم بيسيبوني ، و ده حقيقي ، بس في جزء عارف ان العلاقات كلها ولدت ميتة . كلها كانت من صنف الحب المستحيل .


أول واحد كان الوحيد اللي وصل للصالون . لما بأفتكر اني و انا عندي ١٩ سنة كنت أكثر حنكة من و أنا عندي ٣٤ بأتصدم . يمكن لإني وقتها كنت واضحة مع نفسي جداً .


كانت الحيرة بين الصح و الصح مش موجودة .


أنا كنت شايفة ان النموذج الوحيد للعلاقة هو الجواز . أبدى الأخ إعجابه ، كان رد فعلي المباشر و الواضح ، بتحبني يعني تتجوزني .

كان اكبر مني بسبع سنين .

كنت رافضة فكرة الإرتباط بتلميذ زميل ، لإن دول بتوع لعب و اللعب غلط .. أنا عايزة أتجوز .

في سنتين ، كنت فوزية حقيقية ، حنفي ما لمسش إيدي .. حتى لما بابا رفض طلبه لإني لسة بأدرس لقيت انه بديهي انه ينتظر . و انه عادي يعيش على مكالمة كل فترة و مقابلة مرة في السنة .

حصل بينا خناقة كبيرة مرة . بمنتهى البساطة قطعت العلاقة . و توقفت عن الرد على مكالماته . 

ابنة التسعة عشر ربيعا كانت تقود العلاقة بمهارة . حتى وصل العريس إلى الصالون


في الصالون ، مامته كان لها رأي تاني .


أنا كنت فتاة أحلامه ، لكن ماكنتش فتاة أحلام مامته . 


لم يصمد اتفاق " قراءة الفاتحة " إلا عشرة أيام . إنتهى بشراء الشبكة . 


كنت بأقيس الدبلة ، علقت أختي انها فرحانة و مش مصدقة إني خلاص اتخطبت . ابتسمت لإن قلبي اتقبض . عرفت لحظتها ان الدبلة دي لن تستقر في يدي .


و قد كان .
تدخلت الأم و قالت بوضوح ، بنتكم ماتنفعش .

ختم .. مختومة به لحد النهاردة

أنا ما أنفعش .


ما أنكرش إن النهاية المفاجئة للعلاقة أصابتني بصدمة . تفاصيل النهاية ، الوش الجديد اللي ظهر به الشخص الذي ظننت إني عرفته طوال سنتين .

رده عليا لما كلمته ألومه و انا منهارة ، معقول حتى ما هانش عليك تتكلم تقولي خلاص ، اللي بينا خلص .. قال نصا ، إحنا ماكنش في بينا حاجة .


"ماكنش في بينا حاجة " اصبحت شبح أخر ، يطاردني زي " بنتكم ماتنفعش "


عرفت بعده كثير .. إكتشفت بعده اني " جذابة " مش عادية . اكتشفت بعده تفاصيل هو ماكنش بيخليني أشوفها في نفسي .
الحقيقة هو حافظ على مشاعري بكر ، لم يطرح أبدا ما يدل على رغبة جنسية من نوع ما . لمح في أواخر أيام العلاقة ، بعد ما قرأ الفاتحة و حس إني ملكه . لكنه أبدا لم يشير إلى " جاذبيتي " .. إلخ


لكن غيره طبعا أشار


غيره كان ما بين معجب و بين طامع ، مشاعري تجاه غيره تراوحت ما بين تبادل الإعجاب و الصد و الوقوع في الغرام .
حبيت بعده حب خلاني مش عارفة الصح من الغلط . شككني في أولوياتي .. عرفت بعده ناس خلوني أحس إن البنت اللي عايزة تتجوز شتيمة . إن الجواز قيد ، و إني عقلي صغير ..


حبيت كثير .. كلهم سابوني . واحد سابني لإني قلت عايزة أتجوز . قالي بس انت ما قلتيش عايزة تتجوزي من الأول .

غيره اكتشفت انه خاطب و مخبي .. و غيره كدب كثير و كل لما أكشف كدبه نرجع نعيد من الأول


الملخص ، أنا عبيطة .. و بأحب و بأصدق الكلام .

و مع كل فشل ، و كل رجل بيمشي لإن عنده حاجة أحسن . أشباح بنتكم ماتنفعش و ماكنش في بينا حاجة تطل عليا من كل مكان .


بيسيبوني علشان ما أنفعش .. ما أنفعش أكون أي حاجة . لا بأنفع زوجة و لا بأطاوع كعشيقة . العلاقة بتتولد ميتة لإنها علاقة صراع .


انا عايزة علاقة مستقرة ، و اه عايزة في للحظة أتجوز . مش عايزة ابقى حاسة ان خيار الجواز غير مطروح لإن فكرة إني ما أنفعش زوجة فكرة مهينة .


كلهم قالوا انهم رافضين الجواز كفكرة و اتجوزوا ، ترجمتها ببساطة ، إحنا رافضين الجواز منك . " بنتكم ماتنفعش "
و كلهم عند المواجهة ، للي قدر يواجه ، قال ماكنش في بينا حاجة ، ماوعدتكيش بحاجة ( مع انهم وعدوا ، و قالوا كلام كثير ) . و في طبعا اللي قرر مايردش على التليفون و لا الرسائل و يختفي بالكامل من حياتي دون حتى كلمة وداع .


جريمتي اني بأحب .. جريمتي إني بأثق في " كلام " .. جريمتي إني بأصدق كلمة " بحبك " ..


جريمتي في إحتياجي الغير مفهوم لعلاقة مستقرة و أمان وهمي مع رجل غير موجود


عقابي معروف و مكرر .. كسرة قلب ، كسرة نفس ، صفعة للثقة .. و مطاردة مستمرة لأشباح بنتكم ماتنفعش و وماكنش في بينا حاجة



جريمتي الحب ... و عقابي الوحدة الدائمة

4 comments:

L.G. said...

رائعة على راي لعبة سيف المعرفة البديلة عندي للحب
نصر عظيم
لقد سيطرت على الخريطة :)))))))))))))
بجد أنا اقتنعت ان الرجالة كلها معندهاش دم واللي عنده لأن الظروف أجبرته غصب عنه يكون عنده دم لزوم الوجاهة ولا عندهم دين ولا أخلاق الصراحة يعني إلا من رحم ربي وهم فئة منقرضة
والأهم كلهم مش رجالة كلهم ولاد ماما وعيال ومش اد كلمتهم ولا بيتحملوا مسئولية
هذا البوست يا بنتي ارفع لك القبعة واقولك ما تيجي اسكندرية نقعد نحكي :)

Shimaa Gamal said...

أنا كل لما أخطاط زيارة لإسكندرية يطلعلي كارثة من تحت الأرض :) لك زيارة عندي ، يا أختي العزيزة .
يا جابرة بخاطري

Unknown said...

جريمتك إن صح في زمن كل حاجة فيه ماشية غلط .. بس عارفة كلها بتبقي خيبات أمل صحيح لكن أحتسبيها عندربنا يترفع من قدرك وترقي بيك لأعلي الجنان إن شاء الله

لك كامل إحترامي :)

Shimaa Gamal said...

أشكرك يا مروة على كلامك الجميل .

تعليقاتك أسعدتني جدا . منوراني