Thursday, April 17, 2014

في السياسة و الصداقة


في نكتة مستوردة عن زوج و زوجة قررا أن يلعبا لعبة لإختبار متانة علاقتهم بأصدقائهم . التحدي كان مكالمة عشرة أصدقاء و إدعاء إن أحد الأزواج مختفي و سؤال الصديق " هو / هي فين " .

بدأ الزوج ، كلم عشرة من صديقات زوجته و سألهن إذا كن يعرفن هي فين لإنها مختفية من إمبارح . العشر صديقات كانت إجابتهم واحدة . مانعرفش هي فين .

و لما جه دور الزوجة في سؤال أصدقاء الزوج . تسعة من عشرة أصدقاء قالوا إن الزوج كان معاهم بصورة ما . واحد بس قال إنه مايعرفش الزوج فين .

إنتهت النكتة المستوردة . و هنا السؤال ، أي الأصدقاء " أصدق " . أصدقاء الزوجة أم أصدقاء الزوج ؟

الظاهر من النكتة / الحكاية  أن أصدقاء الزوج بيخدموه . تسعة من عشرة أصدقاء منحوا صديقهم غطاء لم يطلبه . دافعوا بطريقتهم عن صديقهم بغض النظر عن الصواب أو الخطأ .

و الظاهر أيضا من النكتة / الحكاية أن أصدقاء الزوجة أندال . كلهن دون إستثناء قلن " مانعرفش حاجة " .

لكن الحقيقة إن أصدقاء الزوج ورطوه و خلقوا له مشكلة لإن الموضوع كله لعبة . الزوجة السائلة كانت قاعدة جنب الزوج . هي عارفة هو فين . فقط بتخبر كذبه و كذب أصدقائه .

الصديقات الأندال ، لم يكن أندال بالعكس . بنفيهم معرفة مكان الزوجة أثبتن إن الزوجة مش كدابة .

أصدقاء الزوج ، المخلصين ، لم يفكروا و هم يوفرون غطاء لإختفاء الزوج إنه مثلا عمل حادثة و مرمي في المستشفى مستني اللي يدور عليه . إفترض تسع أشخاص إنه بيعط و مراته بتدور عليه .

أصدقاء الزوجة و لإنهم عارفين إن اللي محتاج غطاء بيطلبه صراحة و بيرتبه و لا يختفي فجأة أنكرن معرفتهن بمكانها ، لإن الإنكار خدمة .

المشهد السياسي المصري ملئ بنموذج أصدقاء الزوج ، المعروفين مجازًا بإسم المطبلاتية . عندنا ناس بيوفروا غطاء لأي فعل " يرتكبه " فريقهم . التطبيل لا ينتهي و زيه زي " التطبيل " للزوج في النكتة . ضرره أكبر من نفعه .

الناس دي بتطبل للحاجة و عكسها دون الإحساس بإنهم إرتكبوا ما يشين . مع إن الواجب لو صديقك ، فريقك ، " إرتكب خطيئة " هو توجيهه للطريق الصحيح ، أو في أسوء الأحوال السكوت عله يفهم إنه بيعك .

الفكرة إن زي ما الزوج بقى وضعه صعب نتيجة خدمة أصدقائه ، الفرق السياسية المصرية المختلفة بتدفع ثمن عالي نتيجة تطبيل جمهورها لها في الغلط قبل الصح .



الخلاصة : طبل بالعقل يا حسبو !


==========



خير الكلام :
حديث صحيح أخرجه البخاري في صحيحه والإمام أحمد في مسنده و الترمذي في سننه وغيرهم ولفظه في البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، فقال: رجل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنصره إذ كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟! قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره. 

No comments: