بمناسبة اللحظة التاريخية من عمر الوطن، إعادة نشر :)
=========
من يكتب التاريخ ؟ الإجابة الأكثر شيوعًا ، و منطقية ، هي " التاريخ يكتبه المنتصر " . لكنها إجابة مطلقة تنفي حقيقة مهمة عن التاريخ . التاريخ ليس تسجيلًا لوقائع ثابتة ، بل هو " حدوتة " تتبع هوى الراوي .
يسجل المنتصر مجده . يشكك المهزوم في الهزيمة ويخلق قصة موازية ( تاريخ موازي ) ويكررها بإلحاح حتى تجد من يدافع عنها و في بعض الأحيان من يستبدلها بقصة المنتصر . فالتاريخ كما وصفه نابيلون ، ما هو إلا أسطورة مُتفق عليها .
لذا فمن يكتب التاريخ حقا ليس فقط رواته ، بل أيضا مصدقيه . إذا لم تجد رواية المنتصر من يصدقها لما أصبحت حقيقة تاريخية . وإن وجد المهزوم ، و لو بعد حين ، من يصدق روايته لأصبحت هي الحقيقة الوحيدة .
التاريخ يكتبه الفرد ، مرة بصناعة أحداثه ، و مرة برواية " نسخته من الحدوتة " ، و مرة بتصديق " نسخة الحقيقة المفضلة لهواه ".
No comments:
Post a Comment