Tuesday, January 26, 2016

ثورة الكوندوم



لو كنت من سكان شبكات التواصل الإجتماعي المصري فأكيد مر عليك فيديو الكوندوم أو تعليق عليه سواء سلبي أو إيجابي. لو كنت من القادمين من خارج الكوكب أحب أقولك في إيجاز حدوتة الكوندوم.

أولًا وقبل البدء في قص الحدوتة يجب التوضيح إن كوندوم يعني واقي ذكري لإن تبين من ردود الفعل إن بعض الناس مش عارفة ايه ده أصلا.

الحكاية تبدأ من خمس سنين فاتوا – والله حاولت وإنتم اللي مصرين – لما قرر جزء من الشباب المصري "الثورة" من أجل "الحرية". 

يعني إيه "حرية"؟

ماحدش في اللي ثاروا من أجلها قال لنا وقتها ولا يمكننا إستنتاج مفهومهم عن الحرية من تصرفاتهم، لإنهم مثلًا دعموا مرشح جماعة دينية فاشية للرئاسة وده ضد بديهيات "الحرية".
الحاجة الوحيدة اللي الشباب الذي ثار من أجل الحرية متسق فيها هي رفضه المستمر لأي شكل من أشكال السلطة. الحرية عند أغلبهم أقرب لمفهوم طفل عنده ثلاث سنين عن الحرية، إنه يعارض ماما وبابا ويعمل "الغلط" علشان هو "حر". 

وده يرجعنا لفيديو الكوندوم. حيث قام شباب زي الفل بنفخ مجموعة من الكوندومز على شكل بالونة وتقديمها لعساكر الشرطة إحتفالًا ب 25 يناير.
الشابان دول عملوا حفلة عيد ميلاد لمجيدة – اللي هي الثورة - عبروا عن حراك يناير بعفوية شديدة وبعمق وبشجاعة.

هم راحوا للسلطة ليسخروا منها لتقويضها ولو رمزًا. ونجحوا في ده جدًا والدليل على كده إعجاب أغلب "معسكرهم" بالشغل العالي ده. ومن ثم إنتشار الشغل العالي ده ووصوله للمواطن المصري العظيم. نفس ذات المواطن اللي وصله حراك يناير 2011.

وقد تصرف المواطن المصري العظيم بذات العظمة التي تصرف فيها مع حراك يناير 2011 .. سحقه بذات آلياته.

عايز صناديق؟ خد صناديق.
عايز لايك وشير؟ خد لايك وشير
عايز تعمل حفلة على السلطة؟ إتفضل معانا نطفي الشمع

الفكرة التي لم يفهمها الشباب الثائر في يناير 2011 ولا الشباب المفزوع من رد الفعل على فيديو أهبل. إنهم هم ذاتهم جزء من السلطة اللي بيقولوا انهم لا يخضعوا لها.

مش مصدقين؟

لما قرر الشاب الحليوة المحبط من حال البلد، السخرية من السلطة استخدم "الواقي الذكري" ودلالته الجنسية النابعة من أفكار المجتمع التي تشكل السلطة لإهانة السلطة. ولما حبوا يزودوا يعني في الإهانة كتبت إحداهن جبنا الواقي هاتوا الفازلين. (وهي جملة إحتاجت مني لسؤال جوجل علشان أفهم هي تقصد إيه وبالمناسبة حد يقولها إن الفازلين غلط لازم تستخدم حاجة اساسها مائي لا تتفاعل مع اللاتكس) إكتشفت إنهم هي وهم والمهيصين للكوندوم رمز الحرية في بحثهم عن الحرية من السلطة هم غاضعين لها ولقواعدها. 

مش أكثر من طفل لا يزيد عمره على الأربع سنوات، بيدبدب في الأرض وعايز يعمل حاجة ماما وبابا قالوله لا عليها. عايز يعملها ليه؟ علشان هو "حر".

مش إنت حر؟ 

بتعيط ليه؟


No comments: