Tuesday, July 26, 2016

بدائل الصبر

سألني صديق: "عاملة إيه؟". ولإنه "صديق" فجاءت إجابتي "صادقة": "مش كويسة".
صدمت إجابتي "الصديق". ففي ظنه إني كنت كويسة وأصبحت مش كويسة. لا أعلم من أين أتى بهذا الظن. فقد دفنت والدي قبل أيام. لا يعقل بأي حال اني كويسة. ربما يوما سأكون لكن الآن وغدا وبعد غد .. أنا مش كويسة.

علموننا صغارا أن الرد المناسب على سؤال الأحوال هو "الحمدلله". ربما كانوا يريدون غرس فضيلة الرضا  بالأقدار في قلوبنا الصغيرة. وربما لإرشادنا لأقصر طريق للتخلص من وجع الدماغ. لإنك لو شكوت حالك لغيرك لذكرك بأن عليك بالصبر. كما لو كان هناك خيارات أخرى غيره. 

ماذا يمكن أن أفعل في مواجهة مصيبة رحيل أبي سوى الصبر؟ 

أفكر كثيرا في خياراتي الأخرى ولا أجد. هل أنهي حياتي؟ كنت لأنهيها لولا أنني لا أضمن أن إنهائها سيجمعني به. 
هل أسب السماء؟ هل تعيد السماء أبي إن سببتها؟

لا توجد خيارات سوى الصبر. لا يوجد خيارات سوى إنتظار أن تلطف بنا الأقدار وترسل لنا ما يخفف حمل أحزاننا. لا توجد خيارات سوى الرضا بالنصيب الذي لا نملك تغيره. 

لا توجد خيارات، فلا أحد يعود من الموت. 

ولهذا سأجيب كل سؤال عن أحوالي بحرص شديد. لن أخبر لا صديق ولا غريب عن حالي. سأكتفي "بالحمدلله" لأنني قد أطيق الصبر على حالي ولكنني لا أستطيع الصبر على نصحي بالصبر.








1 comment:

Anonymous said...

ربنا يبعتلك من يخفف الاحزان ويساعدك على الانشغال بما يمكن ان يسلي قلبك ووجدانك