Friday, March 29, 2013

و لكم في رسول الله أسوة حسنة - 2

عن الأنصار :

المشهد الأول : بعد الفتح 

ووقف الرسول  فوق الصفا يدعو الله  والأنصار يقفون تحته، ويفكرون في وضعهم بعد هذا الفتح، فقال بعض الأنصار لبعضهم: أما الرجل -ويقصدون الرسول - فأدركته رغبة في قريته، ورأفة بعشيرته.

لأنهم يرون تفاعله  مع الأحداث داخل مكة، ويقول أبو هريرة -راوي الحديث كما في صحيح مسلم-: وَجَاءَ الْوَحْيُ، وَكَانَ إِذَا جَاءَ الْوَحْيُ لاَ يَخْفَى عَلَيْنَا، فَإِذَا جَاءَ فَلَيْسَ أَحَدٌ يَرْفَعُ طَرْفَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ  حَتَّى يَنْقَضِيَ الْوَحْيُ، فَلَمَّا انْقَضَى الْوَحْيُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : "يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ".

قَالُوا: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ.

قَالَ: "قُلْتُمْ: أَمَّا الرَّجُلُ فَأَدْرَكَتْهُ رَغْبَةٌ فِي قَرْيَتِهِ".

قَالُوا: قَدْ كَانَ ذَاكَ.

قَالَ: "كَلاَّ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، هَاجَرْتُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَيْكُمْ، وَالْمَحْيَا مَحْيَاكُمْ، وَالْمَمَاتُ مَمَاتُكُمْ".



المشهد الثاني : يوم حنين 



 وكانت الأنصار ممن حرموا أعطية حنين، روى ابن إسحاق عن أبي سعيد الخدري قال: لما أعطى رسول الله  ما أعطى من تلك العطايا في قريش وقبائل العرب، ولم يكن في الأنصار منها شيء وجدوا في أنفسهم وكثرت فيهم القالة، حتى قال قائلهم: لقي والله رسول الله  قومه، فدخل عليه سعد بن عبادة فقال: يا رسول الله إن هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت قسمت في قومك، وأعطيت عطايا عظامًا في قبائل العرب ولم يك في هذا الحي من الأنصار منها شيء، قال: ((فأين أنت من ذلك يا سعد؟)) قال: يا رسول الله ما أنا إلا من قومي، قال: ((فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة))

 فجمع الأنصار فأتاهم رسول الله ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ((يا معشر الأنصار مقالة بلغتني عنكم، وجدة وجدتموها علي في أنفسكم، ألم آتكم ضلالاً فهداكم الله، وعالة فأغناكم الله، وأعداء فألف الله بين قلوبكم)) قالوا: بلى الله ورسوله أمن وأفضل.
ثم قال: ألا تجيبوني يا معشر الأنصار؟ قالوا: بماذا نجيبك يا رسول الله، لله ولرسوله المن والفضل، قال: ((أما والله لو شئتم لقلتم، فلصَدقتم ولصُدقتم، أتيتنا مُكذبًا فصدقناك، ومخذولاً فنصرناك، وطريدًا فآويناك، وعائلاً فآسيناك، أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم في لعاعة من الدنيا تألفت بها قومًا ليسلموا، ووكلتم إلى إسلامكم، ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وترجعوا برسول الله  إلى رحالكم، فوالذي نفس محمد بيده، لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس شعبًا، وسلكت الأنصار شعبًا لسلكت شعب الأنصار، اللهم ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار)).
فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم، وقالوا: رضينا برسول الله  قسمًا وحظًا، ثم انصرف رسول الله وتفرقو

No comments: