Tuesday, January 13, 2015

حكاية الآنسة نون



المقال منشور بموقع دوت مصر لكن بسبب بعض المشاكل التقنية لا يمكن الوصول إليه مباشرة. يمكنك الوصول للمقال على الموقع عن طريق قائمة مقالاتي  . 
أعدت نشر المقال على المدونة لتسهيل الوصول إليه.

===


حكاية الآنسة نون 


ملحوظة: أي تشابه بين أحداث القصة وأسماء أبطالها والواقع مقصود. لأنها قصة تتكرر كل يوم في حياة الكثيرين.

الآنسة نون شابة تخرّجت لتوها في الجامعة، والتحقت بالعمل بواحدة من الشركات الكبرى. الآنسة نون محجبة حجاب "محتشم". تستخدم المساحيق باحترافية فلا تُسرف أبدًا في "الأحمر والأخضر". 

والأهم من ذلك تتميز الآنسة نون بصوتها المنخفض. لا تضحك الآنسة نون مهما كانت الظروف، تستخدم فقط ابتسامة يختلف شكلها باختلاف جودة النكتة. تحرص الآنسة نون، كل الحرص، على ألا تتعامل مع الزملاء إلا للضرورة. ولا تختلط بالزملاء إلا في حضور صديقتها الآنسة سين.

الآنسة سين ورغم صداقتها للآنسة نون، إلا إنها لم تكن ترتدي الحجاب. تلتزم بالزي المحتشم لكنّها لا ترى في غطاء الرأس ضرورة. لا تستخدم الآنسة سين المساحيق أبدًا، لا تؤمن بالأحمر والأخضر بالأساس. يمكنك سماع صوتها بوضوح كما لا تحاول أن تخفي ضحكتها. تُعامل الزملاء والزميلات سواء. لا تفرق في العمل بين راجل وست. ولذلك على عكس صديقتها نون استطاعت وبسرعة تكوين الكثير من الصداقات.

بدت سين ونون كتوأم ملتصق لا يفترق. تتبع نون سين كظلها في كل مكان وتساعد سين نون في تخطي "الحواجز النفسية" التي طالما اشتكت لها نون منها.
صورة جميلة لصداقة وليدة.. إلا أن للصورة أبعاد أخرى.

يشاء القدر، أو الحظ لو لم تكن من المؤمنين بالقدر، أن يقرر أحد أصدقاء سين أن يطلب منها مساعدة. طلب الصديق من سين معلومة عن نون.
المعلومة كانت، ويا للدهشة! معلومة عاطفية.

وإن كنت تظن الصديق معجبًا يطلب مساعدة صديقة من يعجب بها فأنت واهم! لم يكن الصديق إلا صديقا يأسى لحال صديقه فأستجمع كل شجاعته ليطلب المساعدة.
كانت الآنسة نون قد حازت على إعجاب ثلاثة من الزملاء. وطلبت من ثلاثتهم أن يتقدموا واحدًا تلو الآخر لأبويها حتى ينال سعيد الحظ موافقة العائلة.
وأمام هذه الظروف العصيبة لم يستطع الصديق الصبر وطلب مشورة سين من أجل إنقاذ صديقه.

لم تجد سين أي مشورة لتقدمها ولا أي معلومة قد تُفيد. فهي لم تكن تعلم ما علمه الجميع. لم تكن تعلم ما كان يُقال ويُحاك فيما كانت تضحك وتصادق وتعمل بجِد.
لكن لأن الحقيقة تظهر دائمًا مهما طال الزمن، جمع سين وواحد من الواقفين في طابور نون حوار طويل وشيق. اعترف فيه هذا الشخص، الذي كانت تعده صديقًا، أنه فعل ما فعل لأن نون "ليست مثلها".
ليست جريئة، ليست ضاحكة، ليست عفوية وبكل حال من الأحوال لم تُبدِ أي أعراض إن عندها "شخصية".

لم تكن نون سين ولذلك كانت خيارهم المفضل.

ولكن لأن نون لم تحمل أي "شخصية" لم تتمكن من مفاضلة العروض. وكان جوابها على كل عروض "الزواج" المقدمة "قابل بابا وماما".
الأمر الذي تسبب في تقلص طابور المتقدمين إلى شخص واحد لم يُمانع فكرة أنه يتم المفاضلة بينه وبين زملائه وأصدقائه من قبل لجنة تحكيم مكونة من "بابا وماما والله اعلم مين كمان".

يفترق طريقا نون وسين بعد هذه القصة. تنتهي صداقتهما بصمت. بلا كلمة وداع ولا حتى محاولة عتاب.
تستمر نون وسين في حياتهما.. كأن شيئًا لم يكن.

لم تتزوج أيهما حتى الآن، مازالت نون في رحلة البحث عن "كوكتيل مثالي" لزيادة عدد المشاركين في الطابور والطريقة المثلى لعدم إفزاعهم.

ومازالت سين تضحك بصوتها المرتفع وتصنع الصداقات وتكتشف قدرًا (أو صدفة لو لم تكن تؤمن بالأقدار) حقيقة العالم.


وتوتة توتة خلصت الحدوتة!



No comments: